اعداد حسن ابو انس .
تحرير الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي
عندما نتحدث عن التغيير ، فإننا نتحدث عن حركية ديناميكية مبنية على :
* تصور عقلاني و واقعي
* رؤية واضحة المعالم
* استراتيجية محكمة تراعي كل الاطراف و العوامل المتداخلة فيها
* الاهداف و الغايات المؤسسة لهذا التغيير
* فريق عمل منسجم و مستوعب لأهمية هذا التغيير و مستوعب ايضا دوره في نجاح هذا التغيير
* إعداد بديل للواقع القائم الذي يجب أن يتغير
إذ أنه لن تتغير الأشياء من خلال القتال في الواقع القائم دون إعداد محكم و حكيم لهذا التغيير ، لهذا علينا أن نقوم ببناء نموذج جديد يلبي كل الاحتياجات و يحقق كل الغايات و الاهداف حتى يجعل الطراز الحالي قديمًا. ”
إن طريقة تعاملنا مع المعطيات القائمة و الاهداف المرتقبة من مرحلة التغيير القادمة هي التي تحدد لنا مدى نجاعة استراتيجيتنا و قوة تصورنا و سداد رؤيتنا و هذا مفاده أن هذا التغيير سيكون رائعًا ، غير أنه لا يجب أن نتغافل هامش الخطر في كل مرحلة ، و في الغالب انه سيكون كذلك مما يحتم علينا إعداد خطط العمل و الخطط البديلة لكل خطر ممكن او محتمل كي لا نقع في الارتباك و غياب النجاعة و فشل الاستراتيجية .
إننا إذا أردنا أن نجذب كل ما هو جيد و إيجابي علينا أن نعطي أولوية قصوى لفريق العمل الذي سيسهر على إنجاز هذا العمل ، بدء من المدبرين إلى التقنيين إلى الفريق الذي سيقوم بإنجاز و إنزال العمل على أرض الواقع ، و عليه يجب أن يكون القيمون على وضع استراتيجية التغيير هم أنفسهم جيدون و إيجابيون في حد ذاتهم ، إذ عليهم أن يشتغلوا على أنفسهم من الداخل للخارج ، و عندما تتغير المراحل و تتقدم و تصبح أصعب علينا أن نعي جيدا ضرورة تحمل مسؤولية هذا التغيير بل علينا أن نغير من أنفسنا نحن أيضا لنكون نحن كذلك أقوى ، فلا نكن نمطيين عدميين أنانيين ، أي لا نكون ( دونكيشوطيين) نحارب وضعا وخيما باساليب عدمية .
إن الاخفاق الذي يكون في المراحل الاولى و في البدايات قد يكون هو الدافع الأساسي و المفتاح الحقيقي للنجاح و التغيير و تصحيح الهفوات ، فلا نحزن على شيء فقد في البداية ، فربما لو كانت البداية رائعة فوق اللازم لتملكنا الغرور و الأنانية و لكان الحزن أكبر .
ربما ليس بإستطاعتي أن أهديكم مالا ، لكنني بإستطاعتي أن أسدي خدمات نفسية و إلفاتة تربوية عملية و علمية بكلمة محب يريد الخير للجميع ، ربما قد تدخل البهجة و الإبتسامة لمن نحبهم و نغار على حبهم .
إن أولى اولويات النجاح و تحقيق غايات التغيير هو ذلك الإحتضان الروحي و الوجداني لفريق العمل و العمل على تفعيل استراتيجية التغيير بكل حب ، مع نهج التحفيز و التشجيع و الاحتواء ، إذ إنها هي الأمل لإدخال السعادة عليهم و على قلوبهم ، و هي الآلية الحقيقية لرفع مستوى الاندريلانين و إفراز هرمون النجاعة في اجسادهم و عقولهم من حيث لا يشعرون ، عندها تهديك تلك القلوب كل ما لديها من طاقة و فاعلية في ما تصبو إليه من انجازات و غايات هذا التغيير .
بل أكثر من ذلك تزيد ثقتهم فيما بينهم و في عملهم و فيمن ٱمن بهم و وضعوا استراتيجية التغيير ، و يثنون على جميل الافعال و الأقوال و يلتمسون أحسن الظنون للتوجيهات التي تقدم إليهم ، عندها تمر كل الصعاب و الإخفاقات كسحابة صيف عابرة على كل مناهج التغيير ، فيمطرون بأجمل أعمالهم و بألطف كلماتهم وانقى مشاعرهم على ما يصبو إليه حاملوا رسالة التغيير ، أولئك هم حقا منبع السعادة على هيئة بشر .
و تحية لمن قرأ فوعى ثم اوعى