الأفق المغربي موقع ووردبريس عربي آخر
مقالات مشابهة
اعداد حسن ابو انس.
الإمبراطورية المغربية
عندما نتحدث عن الإمبراطورية المغربية في العصر الاسلامي فإننا حتما نتحدث عن تاريخ حافل بالمنجزات التي غيرت معالم العالم بأسره زهاء 12 قرنا أي ما يعادل 1200 سنة تعاقبت عليه مؤسسات ملكية انطلاقا من الأدارسة و وصولا إلى الأسرة العلوية الشريفة نسبا و مددا وصولا إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
فلا ننسى أو ينسينا هذا التسارع في زمن العولمة أن أول جامعة تأسست بالعالم في أسره هي جامعة القرويين التي اسستها فاطمة الفهرية في عهد الدولة الإدريسية ، كما لا ينسينا أن معالم الحضارة المغربية قائمة في اوربا منها قصر الحمراء بالاندلس الذي يضاهي قصر الحمراء بمراكش ، فقد كان الإلهام العمراني من مراكش إلى الأندلس ، و لا ننسى أن الإمبراطورية المغربية أرض الحضارة الإسلامية فقد لعبت دورا كبيرا في نشر الوعي الديني و المعرفي و حتى المهني منذ قرون ،
فمدينة فاس وحدها كانت تعد أكبر مدينة صناعية عملاقة في عام 600 هجرية و الاولى في العالم ، وفي هذا الزمان بالضبط كان بمدينة فاس وحدات صناعية فائقة المستوى:
* اكثر من 3000 مصنع للغزل و النسيج
* 47 مصنع لتصنيع الصابون
* 86 مصنع لدباغة الجلود
* 116 دار للصباغة
* 12 مصنع لتسبيك الحديد و النحاس
* 11 مصنع للزجاج
* 135 مصنع لصناعة جير الطلاء
* 400 مصنع للورق
* 188 مصنع لصناعة الفخار
* 200 مكتبة لبيع الكتب
وكل هذا كان سنة 600 هجرية اي قبل 800 سنة.
و كل هذا ليست كل الحضارة الاسلامية في المغرب الاقصى ، فابن خلدون و ابن بطوطة و القاضي عياض و الطوسي و عقبة بن نافع و طارق بن زياد و غيرهم كلهم مغاربة .
و كما أن الإمبراطورية المغربية كانت مهد العلوم فقد كانت ايضا بلد الأولياء العارفين بالله تعالى ، و منهم سيدي أبي الحسن الشاذلي و سيدي الفاضل بن عياض و سيدي عبد السلام بن مشيش و سيدي أبي العباس السبتي و سيدي أبي شعيب الدكالي و سيدي رحال البودالي و غيرهم ايضا .
هذه هي الإمبراطورية المغربية في اسطر من تلك الحضارة الراقية المتقدمة في زمانها وكان هذا من ازهى عصور التاريخ صناعيا و علميا وطبيا و فنيا وعلوم الحياة وعلوم الدين و بناء المصانع وبناء الانسان على مستوى العالم بأسره .
فالحضارة المغربية جمعت و تجمع بين المادة و الصناعة و بين المعرفة و السلوك و بين القلب و الروح و تجمع بين سعادة الدنيا و الدين .
غير المتعاقبين على حكوماتها الأخيرة يريدون طمس الهوية الوطنية المغربية للمواطن الذي اصبح يعاني شظف العيش مستبحين كرامته و أنفته و عزة نفسه ضاربين بتاريخ الأمة المغربية عرض الحائط قال تعالى ” و إذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ” صدق الله العظيم
فلنحذر أن نضيع تاريخنا الاسلامي و منجزاتنا التي غيرت معالم العالم في زمن كانت أوربا تعرف التخلف و التبعية للغول الكنسي.
