أخبار عاجلة
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2019-04-15 10:36:12Z | | «xÚ

الخير و السلام

اعداد حسن بوسرحان..

تحرير لكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي

إننا في هذه الحياة موكول لنا أمر الخيرية و الصلاح الذي حدده المولى عز و جل بالصالحات و أوكل لنا قانون الاختيار دون جميع الخلائق ، و لازم الإيمان بعمل الصالحات فقال سبحانه ” وعد الله الذين أمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ” فقيد وعده بالخيرية و الصلاح ، كما أن السلام في الحياة هو ذلك الهدوء و السكينة و الطمأنينة التي يلامسها الإنسان على واقعه ، كما يلامسها نفسيا و جسديا و ذهنيا ، فيسير آمنا مطمئنا على نفسه و ماله و عرضه ، و في غياب الخيرية و الصلاح فلا يمكن له أن يلامس ذلك السلام المنشود .
جميل أن نكون من اهل الخيرية و صحيح أن ندعو السلام سلوكا لا قولا فحسب و يكفي أننا نؤجر على الخيرية و السلام معا بالتمكين و الاستخلاف و الأمن بعد الخوف ، و لأننا طوال حياتنا نواجه الصعاب ليس لأننا سيئون بل حتى نستطيع التفريق بين الخيرية و الشر ، فإننا عندما لا نستطيع استيعاب الرسالة المولوية منها فإننا حتما نقلق و نجعلها مهولة فنحيد عن جادة الصواب ، و لكي نستطيع استيعاب المقروء من الرسالة المولوية وجب أن نكون أقويّاء رحماء ، و نكون اعزاء صابرين كي لا ننهزم ، كما ينبغي أن نتحلى بالتوكل مع الدعاء ، فالله تعالى يغير الأقدار بالدعاء الصادق ، فهو كالغيث الذي ينزل بردا و سلاما على الأرواح و بدونه لا شيء ينمو و لا يربو ، و الطريق كؤود تحتاج منا أن نتعلم منها و أن نقبل على عواصف الحياة بكل الخيرية و السلام ، عندها تكون القلوب حقا مع الله و لله و بالله ، فلا يستطيع أحد أن يكسرها .
إن مفهوم الخيرية و السلام هما مفهومين بنيت عليهما قواعد الحياة كلها ، فنقيض الخيرية هو الشر و السوء ،و نقيض السلام هو الحرب و الظلم و الاعتداء ، و لكي نستطيع ضبط جوامح السوء و الشر كان علينا أن نكون تواقين إلى امتلاك نظرة ثاقبة للحياة ترى أفضل ما فيها ، و امتلاك قلوب متسامحة سالمة تغفر الزلات و تتجاوز الهفوات ، و امتلاك ذهن يرمم الافكار و يقوم العثرات ، و امتلاك أرواح تؤمن دائما بالسلام و الخيرية اللتان هما هبة الخالق سبحانه .

و مفهوم الخيرية مبني على التواضع و الانفتاح على العالم ، فالمؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الشخص الذي لا يخالطهم و لا يصبر على أذاهم ، فمن المخالطة و المجابهة اسس للتعلم استشرافا للحكمة ، و العالم أكبر من أن نركز على طريقة واحدة فننظر منها إليه ، و العالم أوسع من أن نحصره في الشعائر و الانزواء ، و هناك دائماً متسع للفكر الثاقب و المتجدد ، و إلى أخذ المبادرات الخيرية نحو خطوات جديدة و بآليات و وسائلة جديدة أيضا .
و إن مفهوم ‏السلام أن نعِيش الحاضر جميلًا بمفاهيم أكثر جمالا و جلالا ، و أن نحيى الأمل ببهاء الاختيار و روعة الانجاز
و حين نفهم ما يجري في الحياة ، تصير طيعة سلسة بين جوارحنا و جوانحنا ، فلا تدعنا ننكسر امام جوامحنا التي قد تحيد بنا عن طريق الحياة ، إذ هي لا تعترف بالضعيف و لا بالمستضعف ، بل تلازم القوي الامين الذي يجعل من الأحلام مشاريع تتحقق على أرض الواقع ، أما الضعيف و المستضعف هما من لا أحلام لهما و لا اماني ، يعيشون على هامش الحياة ينتظرون من يسوقهم مثل العير على هواه ، و أما القوي الامين فهو ذلك الشخص المناسب الذي يسير بين الناس سلما مع عزة و هينا مع قوة و لينا مع رفق و عظيما مع ابداع .
و خلاصة القول أن الخيرية و السلام هما الصفتان اللتان يميزان ما بين القائد المبدع و التابع الذي ينقاد و لا يقود .

 

عن admin

شاهد أيضاً

كلمات ترحيبية للجنة المنظمة للملتقى الاول لمهن المصاعد بالمغرب

تحرير وتصور خسن بوسرحان كلمة ترحيبة للسيد محمد بطحة رئيس الجمعية الوطنية هدف للمهنيين والحرفيين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *