أخبار عاجلة

التناغم الداتي والمتعة الحيوية للحياة….

اعداد حسن بوسرحان

الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي

عندما نملأ يومنا بالأفكار الإيجابية المثمرة ، و قلوبنا بالمشاعر اللطيفة و العواطف النبيلة ، و نسخرها في طريق الطيبين كي نزرع فيهم الأمل و المتعة الحيوية للحياة ،
و باللحظات السعيدة فيها ، هذه الافكار و المشاعر و العواطف تتجمع في الوعاء الطيني الذي يمثله المكون الفيزيائي و الذي يحتوينا و يحمي كل جوارحنا من الشتات ، و الذي يحيطه ذلك الحقل المغناطيسي اللامرئي ، فيزيد من حماية الذات البشرية فيه ، و بذلك قد تكتمل البنية التركيبية لهذه الذات البشرية و تتمازج ، فتتولد منها الشخصية الإنسانية المتوازنة و المدركة لحقيقة الاحداث التي تمر بها ، أو قد تتضارب تلك المكونات الإعتبارية فيما بينها ، فتنتج شخصية غير متوازنة ، تملؤها اختلالات سلوكية و نفسية محضة سببها الاصلي هو ذلك التضارب في انسجام المكونات الرئيسية لها .
إن المكونات الإعتبارية هي دائما في تواصل بينها و في حركية مضطردة تكاملية أو في حركية عكسية ، و من أصعب الأمور أن تكون تلك الأفكار و القناعات و تلك المشاعر و العواطف متعاكسة ، مما يجعلها تخطو خطوات سلبية نتيجة عدم التوازن في الشخصية التي جسدتها تلك الجوارح ، فتكون بذلك شخصية نرجسية أو سادية او انتهازية أو مترددة أو سلطوية ، و هذه الأنواع من الشخصيات هي نتاج غير طبيعي لمستوى عدم التوازن في الشخصية الإنسانية ، و من هنا نستشف أنه يمكننا العمل على إعادة تأهيل السلوك البشري من خلال برامج تطبيقية لتعديل السلوك ، و هذه البرامج هي التي نخطوها كي نستطيع مساعدة تلك الشخصية الإنسانية من إيجاد التوازن الكوني فيها ، فتمكنها من التناغم الجوارحي ، لكنها برامج صارمة تتبعها خطوات تعطيها المناعة القسوة كي تجعلها أقوى .
لقد ولد الانسان لكي يكون قويا و يفوز في مهمة صناعة الحياة ، و بناء العمران الأخوي الصالح ، و تحقيق الاستخلاف الذي اوكله الله تعالى له ، ولكن ليصبح هذا الإنسان قويا و قادرا على الفوز عليه أن تكون كل مكوناته الأساسية منسجمة متكاملة و متناغمة كي تجعله يخطط لهذا الفوز و يستعد كل الاستعداد لمواجهة التحديات التي يواجهها في مسار الحياة و أن يتوقع كل التكهنات الكونية من خلال ذلك التكامل النفسي و الروحي و القلبي و الذهني و العاطفي داخل المكون الفيزيائي الذي تتمظهر فيه كل تلك التجليات اللامرئية ، و عندها سنكون بذلك قد اعدنا بناء الشخصية الإنسانية المتوازنة و نجح الأمر كما يجب أو أفضل من ذلك ، لأن الأمر بالفعل يحتاج إعادة النظر في طرق بناء الشخصية الإنسانية .
إننا في برامج بناء الشخصية الإنسانية و تعديل السلوك البشري نطرح عدة تساؤلات كي نحصل على اجابة مدققة و قناعات تجعلنا نستشف انواع و أنماط مختلفة من الشخصيات التي تحمل حمولات سلبية بداخلها دون أن تدري او دون أن تعرف اسباب تلك النتائج المكتسبة من قبل ، إذ أن البحث الدقيق و العميق يوصل إلى الغاية التي نصبو إليها و هو القدرة على إيجاد أساليب جديدة لتاهيل قدرات و كفاءات الشخصية الإنسانية المتزنة التي يمكنها أن تخدم البلاد و العباد ، و تفتح بذلك آفاق جديدة و مختلفة لعمارة الارض بالخير و السلم و السلام عندما تبلغ دروة اليقين و الإتقان ، و من خلال هذه البرامج يمكننا أن نعي كل الوعي بالطرق الطبيعيه التي تساعدنا كي نحول نقاط ضعفنا إلى نقاط قوة و نتعرف عليها و نقلبها عكسا إلى مصدر قوة بعدما نضع قوائم كل التحديات و المواقف الحياتية التي تصب في مصلحة البناء و التعديل ، و نستخدمها في مواقف مشابهة كي نزيد من نجاعتها و تمكنها من هذا التوازن الكوني فيها .
إننا من خلال هذا التعديل السلوكي نحاول أن نجعل من أحلامنا مشاريع حيوية تخدم المجتمع الإنساني الذي هو الآن يعيش تضاربات بشرية نتيجة الرغبات غير المتكاملة و المتوازنة في مجموعة من الشخصيات غير المتزنة التي تظهر في كل الاتجاهات البشرية ، غير أن هناك منظومة كونية وضعها الله تعالى كي تحافظ على النسق الكوني و التناغم بين العوالم كي يأتي من بعد دُروب التعب و الصخب و النصب الذي يحدث بسبب الطفرات الآدمية التي تطفو على سطح الحياة شخصيات إنسانية حقيقية متكاملة تنهج السلوك الصحيح كي تعيد الحياة إلى طبيعتها و تخرج الإنسان من غربة الروح و تجمعُ شتات الأفكار و القناعات و المشاعر ، فتهنأ القلوب و تستريح النفوس و الابدان .
إننا نحن على قناعة تامة و إدراك أن المعرفة وحدها غير كافية للحصول على تلك الشخصية المتزنة و القادرة على التفاعل مع كل العوالم ، بل يجب الخضوع للتدريب و التطبيق الميداني مع الاقتناع بضرورة التطوير و التجديد و التعديل ، فالتمنى غير كاف ، و إنما يجب العمل الجاد و تفعيله على أرض الواقع ، و نحن ندرك أن الذهن الإنساني و الافكار المختلفه في العقل و المشاعر الجميلة في القلب و العواطف المتحدة في الروح هي وسيلة قوية كي تجعل من النفس البشرية في حلة جديدة لتاهيل قدراتها ، و عندما نملؤه بالأفكار الايجابية تبدأ الحياة في ديناميكية التغير ، بل و تكون هي محور التغيير الحقيقي للذات البشرية ، و لكي تتحقق تلك الفاعلية الشخصية التي تجسدها المكونات للذات البشرية ، فإن الطريقة الناجعة لكي تبدأ في نهج استراتيجية التغيير الحقيقي هي أن تتوقف هذه الشخصية عن الكلام المفرط و اللا مسؤول و تبدأ العمل على صياغة افكار إيجابية جديدة و بآليات جديدة و مختلفة كي تتكامل فيما بينها و يكتمل قوامها و تقويمها المفضي إلى التغيير الصحيح و الفعال .

عن admin

شاهد أيضاً

كلمات ترحيبية للجنة المنظمة للملتقى الاول لمهن المصاعد بالمغرب

تحرير وتصور خسن بوسرحان كلمة ترحيبة للسيد محمد بطحة رئيس الجمعية الوطنية هدف للمهنيين والحرفيين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *