أخبار عاجلة

سيكولوجية العاطفة

اعداد حسن بوسرحان

تحرير: الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي

يعتبر دور المكون العاطفي أو ما يسمى ب”سيكولوجية العاطفة” مهما في المسار الحياتي لكل شخصية إنسانية من حيث ربط العلاقات و التواصل و التجاذب الشعوريو كذلك حتى في الإعلانات النصية السمعية أو البصرية ، كما أنه يلعب دورا مهما في تحديد مستوى الابداع و الابتكار لدى الشخصية الإنسانية ، بحيث كلما كان المكون العاطفي مرهفا كلما كان مستوى الابداع جذابا .
لهذا فإن خبراء الإعلام و التواصل يقولون اهتماما مهما بسيكولوجية العاطفة في مهمة الابداع و التميز الإعلاني ،


و هنا مركز على ركيزتين أساسيتين للوصول إلى مستوى الابداع و التميز :
1- التأثير العاطفي : إن أول خطوة يتخذها الشخص المبدع هو كيفية التأثير العاطفي على المتلقي من حيث ملامسة حاسة اللا وعي عنده ، إذ يجعله في حالة ذهول و استعجاب شعوري ، مما يؤثر على العقل الباطن الذي يبعث بمؤشرات الانبهار إلى المكونات الرئيسية الاخرى فتتفاعل بكل تلقائية و تتجاوب مع هذا التأثير و تتجاذب مع حالة الابداع أمامها
2- الإدمان العاطفي : و من أجل استمرار ذلك الابهار الإبداعي لابد من استمرار ذلك التأثير عن طريق الإدمان العاطفي ، بحيث يدخل ذلك المتلقي في حالة الاستزادة و التعاطي مع ذلك الابداع في حالة الوعي الادراكي مما يجعله حريصا على طلب المزيد و المزيد بمحض الإرادة دون التخلي عن ذلك التأثير الإبداعي فيه سلبا أو إيجابا ، و هذا ما يسمى بالادمان العاطفي .

و من هنا يعتبر المكون العاطفي هو البوابة الحقيقية و المدخل الأساس للفكر و حليف المكون الفكري و المعرفي ، فلا يمكن المفكر و لا العارف او العالم أن يصل إلى حقيقة علمية أو معرفية او فكرية إن لم يكون مولعا بها و تتجاذبه العاطفة إليها ، مما يشده إليها شدا وثيقا ، و يتأثر عاطفيا بذلك الفكر و بفكرة ذلك الفكر ، فيحصل ذلك التأثير العاطفي ثم بعد تصير الفكرة قناعة و سلوكا فيرتقي إلى مستوى الإدمان العاطفي في الابداع و الفكر ، و من هنا ندرك أن العاطفة و المعرفة و الفكر هي مكونات منفصلة عن بعضها لكنها متكاملة فيما بينها .
كما أن المكون العاطفي هو محور من محاور التواصل الفعال و التعبير ، و هو المؤثر الرئيس في القدرة على الاقناع و التفكير ، و ما كتبت قصائد الشعر إلى بدافع المكون العاطفي ، و من هنا ندرك انه يمكننا التحكم في التعابير لكن لا يمكننا كبح جماح العاطفة ، فمثلا كلمة ” الحب ، او ، أحبك ” هو تعبير لفظي تسبقه العاطفة قبل التلفظ به ، و تؤثر فيه فينطلق الشعور الحسي عند الملقي و المتلقي للاستجابة العاطفية مما يؤدي إلى التجاذب الشعوري دون الإكثار في التفصيل اللفظي ، و هذا يجعل العقل غير قادر على التعبير اللفظي عن العاطفة و الاعتماد على المكون الحسي الشعوري .


إن المكون العاطفي أو سيكولوجية العاطفة يتميز بالاستقلالية الإنفرادية لذا الشخصية الإنسانية ، مما يجعله مسببا رئيسيا في صعوبة تعديل السلوك البشري ، حيث أنه هو أول مكون يقوم بالمناعة الحسية ضد اي تعديل او تغيير ، و من هنا جاءت عبارة ” إن الإنسان عدو ما يجهل” أي أن المكون العاطفي يرفض رفضا باتا أي تغيير في بداية الحبكة التعديلية للسلوك و يجعله يقاوم ذلك التغيير حسب نمط و نوع الشخصية الإنسانية التي تتعرض للتعديل ، غير أنه مع عملية التأثير الإبداعي على العاطفة و استمراريته لدرجة الإدمان تحصل الاستجابة و التجاوب مع كل برنامج تعديلي مع المحافظة على وثيرة التأثير العاطفي و الوجداني و ديمومته .
كما يجب أن ندرك أن المكون العاطفي هو مقود السيكولوجية الشعورية و القائد لها ، إذ تجعل العاطفة المشاعر في حالة اتزان و انضباط سلوكي و نفسي ، كما أنها تجعلها أكثر ايماء و ايحاء حسيا اكثر من يكون لفظيا ، و من هنا قيل ” الشعر شعور و الشجن جنون ” .
إن العاطفة تلعب دورا كبيرا في استمرار الحياة السليمة بصفة عامة و تتجلى اهميتها في سيرورة البقاء الوجودي للانسان إلى أن يرث الله الارض و من عليها ، و هنا ندرك أن المولى سبحانه عندما خلق الكون و ابدعه خلقه بكل حبه و عندما خلق الإنسان في أحسن تقويم و سواه فقد زرع فيه من عاطفته ما يجعله يحمل صفات من صفاته تعالى ” يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك” .

عن admin

شاهد أيضاً

كلمات ترحيبية للجنة المنظمة للملتقى الاول لمهن المصاعد بالمغرب

تحرير وتصور خسن بوسرحان كلمة ترحيبة للسيد محمد بطحة رئيس الجمعية الوطنية هدف للمهنيين والحرفيين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *