اعداد حسن ابو انس..
الإنسانية من رؤية سلوكية
ان المتداول في محطات الإعلام الممنهج التابع العسكر و ما تذيعه القنوات المأجورة من أخبار زائفة و مغرضة مسلسلات و أفلام و اغان ساقطة و رذيئة عن المملكة المغربية الشريفة قد لوث المنظور الفكري و الانساني للحياة الإنسانية لدى المواطن الجزاىري حول حقيقة المغرب و شوه كل تصورات الإنسان الأخلاقية مما جعل طغيان الافتراءات و الكذب هما المادة الإعلامية الصاخبة على قنوات الاعلام الجزاىري الكاذب و ايثار المصلحة الشخصية على الأخلاق الصحفية مما تسبب في إقالة الصحفي و الإعلامي المغربي المتميز عبد الصمد ناصر من قناة الجزيرة ، و هذا ما يوحي لنا أننا فعلا فقدنا بوصلة الغاية في هذه الحياة ، فلا نجد إلا الاحتيال و الخديعة و المكر و استصدار اقتراحات لا أخلاقية باسم التاريخ الجزائري الاسود و أذناب إعلامه الخائف الزائف كقناة الشروق و النهار أو غيرهما .
و إننا مما نراه و نشاهده من أكاذيب صارخة و تزوير التاريخ ، أعتقد أنه لو كنا في زمن غير هذا فلربما كانت للكلمات الطيبة و النصيحة الاخوية بالغ الاثر في نفوس الإخوة الجزاىريين ، و لو أطلعنا على الغاية من هذه الحرب العشواء الشعواء لربما فهمنا القصد من وجود هؤلاء العبثيين ممن أكل عليهم الدهر و شرب من كابرانات شنگريحة و مرستان تبون في هذه الحياة ،
و لكن مع كل الاسف ، اختلطت عندهم الامور على بعضها ، و افتتن الحابل بالنابل و صارت الرذيلة و الكذب و الافتراء حقا ذاتيا و أصبحت الخدع الإعلامية و الصحافة الكاذبة العملة السائدة بين الجزائريين الذين أرادوا صناعة تاريخ ليس لهم فيه بنت كلمة قط .
إنني و بحكم تخصصي ، الذي يلزمني قول الحق و الصدق و انا ملزم بقراءة كتب التاريخ و الكتب المهتمة بالتنمية البشرية و الفلسفة و علم الاجتماع و علم النفس فما أصبحت أجد تلك القيم الإنسانية على أرض الواقع ، و اتابع دايما بعض المواقع الاجتماعية و القنوات أو بعض المجموعات على الهاتف فاندهش لرداءة الأسلوب اللغوي و وقاحة الأفكار التي لا تزيد إلا انحلالا في الأخلاق و تفسخا في المعاملات و انسلاخا عن الحقيقة التاريخية ، في حين أن هذه المجموعات من المفروض أن تعبر عن مستوى راق في التفكير كي تسود الألفة و المحبة بين الشعبين الشقيقين المغربي و الجزائري. لكن سوء الوعي و إدكاء الضغينة و الحقد لدى المواطن الجزاىري من طرف كابرانات شنگريحة ، و الحيد بهم عن الغاية الإنسانية في الوجود تلقي بنا إلى جب الصفاقة و سوء الأخلاق ، و هذا إن دل على شئ إنما يدل على ان الامور قد دبرت بغير ماهو مقصود من أطراف أخرى .
إن وضوح الرؤية الحياتية و تجلي الحقيقة و استشراف الصدق من الكذب و استيعاب الغاية الإنسانية امر جيد لأننا لسنا مجبرين على حمل أعباء أخطاء خيالية من مرضى النفوس من الكابرانات ، أو تحمل أكثر من طاقة الصبر على غيضهم و كرههم للمملكة المغربية الشريفة ، أو خرق مستوى الاستيعاب إلى ما هو غير منطقي أو عدم الفهم الصحيح عن المصدر لتصحيح المسار نحو التأثير الفعلي على السلوك الإنساني .
فهناك مثلا أناس افهم عشقهم لحرية الرأي و التعبير المبنية على الأخوة و الحب الإلهي حسن الجوار و ما أسميه الانعتاق الروحي غير أن الآلة المتحكمة في رقاب الشعوب المقهورة قد تطلق عليه مسميات خاطئة و مجانية بحكم سوء مزاياها و نواياها ، و معرفتها بكنه الحقيقة التي لا غبار عليها ، فتموقعه في موقع غير موقعه أو تتبع أشخاصا يدعون إلى التحرر المطلق الذي لا أساس له لمجرد أن غلف تلك الرذيلة بغلاف البهرجة الزائف.
إن مفعول الحقيقة التاريخية الموثقة و الموثوقة المنبثقة بالوثيقة من الفكر الرشيد هي نافذة إلى أعماق الإنسان كي تصيغ منه ذلك الشخص المنفرد بجمالية فكره و تفكيره و الراقي بأسلوبه ، فلو ان الشباب الرامي بروحه في التفاهة تصلهم الكلمات الصادقة بشكل رائع
و اسلوب سلس و جميل لكانت هذه الكلمات مصنعا لقادة العالم الحقيقيين ، و لكانوا خير باعثين للحياة ، لان الجمال حقيقة في هذا الكون ، و الحقيقة أن الإنسان المتزن فكرا و سلوكا هو ذروة الجمال ، و الحقيقة المؤكدة ان الخلق الحسن هو الفن الصحيح ، و ليس تاريخ ” أم حسن الجزائرية” .
إن الصدق في نقل المعلومة و الأخبار الصادقة هو الذي يحقق اللقاء بين الجمال الإنساني والحقيقة التاريخية مما يدفعنا دفعا لتصحيح الرؤية ، و النظر المتامل لكينونتنا و ما هي حقيقتنا وما ينتظر منا كمقيمين في هذه الحياة ، فهذا ما يصحح المسير ويرسم الخطوات الثابتة و يعطي للحياة طعمها الحقيقي في التعايش الإنساني بين الأمم و الشعوب .
إن العقل الراجح و القلب الصافي هو نور الله تعالى الذي وهبه لنا كي نحدو طريق النجاة و تقصي الحقيقة من الزيف و استشراف الصدق ، و الذي يتسلل إلى أعماقنا كي تصفو القلوب و ينير الفكر و تتضح الرؤية من جديد .
هُنالك أرواحٌ من شدّة ألفتها لراجحة الفكر و نجاعة الذكر في ترشيده لا تطرق أبواب قلب قبل الدخول إلا إذا انست منه جذوة النور الذي فيه من خلال صدق المعلومة و تحري اليقين من الافتراء و الزور ، و كأنها خلقت لتمتزج مع تلك الأهداف المتقاربة و المبادئ الموحدة ، وليست مرتبطة بالنزوات اليوميّة و القفز على التاريخ و تزويره ، و إنما آمنت بميثاق المحبّة و الأخوة و حسن الجيرة و الجوار ، حتى و لو لم تراه إلا مرّة ،
و هذا هو التفسير لتلك الألفة التي تؤكد قول النبي ﷺ “الأرواح جنودٌ مجنّدة ماتعَارفَ مِنها ائتَلَّف و ما تناكر منها اختلف ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إن إيضاح الرؤية التاريخية و نهج المصداقية في نقل الخبر و صياغة التاريخ مع وضع مسطرة استراتيجية للحياة الإنسانية بصفة عامة يستلزم أن تكون متاهبا للكفاح الداخلي و الاحتدام الوطني لبناء أمة مدنية حقيقية الذي تمر به كل الدول الطامحة للتطور و التنمية البشرية و الإنسانية كي يجعلها التاريخ في مصاف أقوى الامم و أعرقها ، و يكون قادتها أكثر حكمة في تفعيل تلك الرؤية الإنسانية الصحيحة و أكثر استعدادا لمواجهة التحديات فلا تدعها تكسر سكة التنمية بأنانيات شخصية لبعض الاشخاص الذين يحكمون و يتحكمون في دواليب التدبير السياسي و الاقتصادي والاجتماعي لتلك الدولة ، بل تجعل منها آليات كي تصنع تاريخها حقيقيا لها .
و لأن هذا التوجه الصحيح هو ما مقدر أن يحدث ، فأنه حتما سيجد الطريق لكي يحدث بإذن الله ، و لان السلوك الصحيح و الرؤية الحكيمة في تقصي الحقائق و الوثائق التاريخية و نقل الخبر الصحيح هي لب الدين و سنام الإنسانية في حسن الاخلاق المهنية و التنافسية العالمية الصحيحة ، لذلك علينا أن نسعى لترسيخ بناء الشخصية الإنسانية الفعالة بسلوكها المؤثرة باخلاقها ، و لنعلم انه اذا تجاوزنا أحدا في حسن الخلق فقد تجاوزناه في النماء .
الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي