أخبار عاجلة

هيمنة الردائة

اعداد حسن بوسرحان ..

تحرير محمد احمد طالبي …

[ هــــيمنة الــــرداءة ] ﴿أحب أن أتعلم )


بات من الواضح أننا الآن نسير على حافة الإفلاس، وعلى على شفا جرف هار، انهار معه كل ماهو إنساني وأخلاقي نبيل… سباق محموم، ومآرب لاترقى بالإبداع.
في هذا المقال قد نشير إلى بعض من هذه الرعونة والإسهال الأدبي.
لا عجب أن يبحث الإنسان عن الظهور والحضور في المحافل والمنصات والصفحات الأدبية مادام يحمل رسالة نبيلة وهما ثقافياً.
والعالم الافتراضي /العالم الأزرق أضحى ملاذ حضور مَن لا حضور له، ومعيار من لا معيار له، والغريب تشدق بعض من أولئك الذين اعتراهم الوهم، حسبهم عدد المجاملين، لقد طغى عليهم وهم الفضاء الافتراضي وتفوق، وأصبح بديلاً عن المجتمع الواقعي، وملاذاً آمناً لإشاعة الرداءة ووأد الإبداع… فراغ ثقافي له خوار كعجل السامري.
هذا الابتذال في الفكر والثقافة — في ظل غياب الوعي — نكوص وتنكس بقعي أصاب الساحة الأدبية والثقافية.
يقول المفكر والفيلسوف أنطونيو غرامشي: (هذه ليست ثقافة، إنها تحذلق، إنها ليست ذكاء.. الثقافة شيءٌ مختلفٌ جداً).
إن الساحة الأدبية تعاني من أشخاص لا علاقةَ لهم بالكتابة الأدبية ولا بالإبداع، أشخاص جعلوا من الثقافة ومن الكتابة (سوق الدلالة)، وصاروا ينظمون أنفسهم في اتحادات، ويغدق بعضهم على بعض الألقاب والدروع والتكريمات.


في مقال منشور بأحد المواقع الإخبارية بعنوان “الوضع الثقافي العربي: مَن يشجّع انتشار الأعمال الأدبية الرديئة؟” ذكر أن (هناك من كتَب مجموعات قصصية وهو لا يعرفُ معنى القِصّة، ومن ألّف روايات، وهو لا يعرفُ معنى الحبكة والشخصية والبناء الروائي، ومن نشرَ قصائدَ شعرية، وهو لا يعرِف الفرق بين الشعرِ الحرّ وقصيدة النثر، ولم يسمَع يوماً في حياته بشيء اسمه “علم العروض”، فتُصدَر كلّ سنةٍ أعمالٌ لا علاقةَ لها بالأدب، ويصعدُ هؤلاء “الأدباء” إلى المنصّات للحديث عن رؤيتهم للإبداع، وعن طقوسهم في الكتابة، وعن سعادتهم بإصدار أعمالهم “الأدبية”).
وقد لامسنا أن هناك إقبالاً كبيراً على إنشاء الصفحات، وما نرى أكثرهم إلا أداة تسويق للتفاهة، غاية أصحابها أحلام بائسة يائسة وعدد من المتابعين، أو حاجة في نفس يعقوب لا نعلمها.
— صفحات تغيب فيها الرؤية الفاعلة والقيمة الأدبية،رؤى من لا رؤى له.
— سعي حثيث إلى توثيق مخروم وتوقيع لشواهد، وما هي إلا (كالقبور)، وهل يسمع الموتى إذا ما دعوا؟
— غياب التفاعل الإيجابي كحوار أدبي يعتمد أسلوب النقد الموضوعي البناء، بعيداً عن كل مجاملة أو محاباة، وهل فعلاً رواد الصفحات ذات الصبغة الأدبية يتابعونها؟ أم يمرون عليها دون أدنى اهتمام، ويكتفون بالإعجاب وكلمات المجاملة لبعض الصداقات التي يخشون كسادها.
لا أعتقد أننا فعلاً — كرواد لهذه الصفحات — نتفاعل إيجابيا..
كل التسهيلات متاحة، لتجعل منك شاعراً بشعر الثرثرة وأديبا مبدعا، تجاوز وسفور واعتداء لا يقبل، وغياب الأقلام النقدية الوازنة لا الزبونية، همها الكشف كالصيرفي الذي يميز العملة…
للأسف، ما نرى إلا التلاسن العقيم، ولغواً وجعجعة، الرداءة بامتياز.

عن admin

شاهد أيضاً

كلمات ترحيبية للجنة المنظمة للملتقى الاول لمهن المصاعد بالمغرب

تحرير وتصور خسن بوسرحان كلمة ترحيبة للسيد محمد بطحة رئيس الجمعية الوطنية هدف للمهنيين والحرفيين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *