أخبار عاجلة

السمات الإبداعية في كتابات الزجالة عائشة عمار

اعداد حسن بوسرحان….

بقلم محمد حتيجي : زجال وشاعر ومؤلف ومخرج مسرحي..

✍️الأستاذة والزجالة “عائشة عمار” عنوان عريض في مملكة القريض.📚👇

يُعَدُّ الزجل أحد الروافد المهمة فى مسيرة الحركة الشعرية المغربية، مما يُكسب المشهد غنى وتنوعًا، هذا التنوع الذى يجعل مقاربته بالغة الصعوبة، بل تصعب معه محاولة القيام بإحصاء دقيق وتتبُّع عمقه التاريخى، واستكناه شعرائه الذين يكتبون القصيدة العامية فى المغرب، سيّما فى ظل غياب مجموعة من الآليات من قبيل التوثيق والنشر، بالإضافة إلى التعدد اللغوى الخاص بالاتجاهات الشعرية الفنية وتعدد الخطابات، ولعل الكتابات النسائية لهذا النوع حاضر بقوة في الساحة المغربية رغم اختلافاتها على مستوى القيمة الإبداعية للمنتوج الزجلي ويتجلى ذلك من خلال مشاركاتهن في المهرجانات والملتقيات الشعرية والزجلية، وفي هذا السياق ينجلي اسم الأستاذة عائشة عمار التي تعتبر رائدة من رواد الكلمة الموزونة بمدينة سطات، إذ استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة متميزة داخل جغرافية الزجل المغربي، لها ديوان زجلي بعنوان “المحنية برماد الايام” تكتب بيراع الإدهاش تحت ضوء الكلمة المرهفة وبين تموجات الحرف الغزير، تمتلك أسلوبا خاصا ومنقطع النظير في تطويع الحروف والمتون، تراقص المعاني ببلاغة فائقة، تغوص في عمق الكلمة حيث تسافر بالمتلقي في ملكوت القريض لدرجة التماهي، كما تسعى جاهدة كي تتمظهر عوالمنا الخفية في قصائدها التي تمتلك بهجة الوجود بموضوعات قُدَّت من واقعنا المعيش، وأنا شخصيا أنتشي بروعة كتاباتها إذ كلما قرأت قصيدة أجد نفسي مشدوها لها وأنا أتامل الصور المجازية والبلاغية فيما تجود به قريحتها بدهشة التائه المشاكس في الغوص لاكتشاف المزيد من روعة الانبهار، هي الساحرة ونحن المنبهرون الباحثون عن تعويذة لسحرها وجمال قصائدها الزجلية وفعلا قلمها يزيح لثام الوجع عن كل الحالمين كلما أيقظ فيهم لهيب التمني ليصير عبق همساتها صليل سيوف الرغبة التي تشنق رؤوس القبح والنشاز على مقاصل الجمال حيث تولد المعاني من الكلمات العذارى المنبعثة من خلجات بوحها الذي يستبيح كل شئ سواء أكان ممنوعا أو حرمته النواميس حتى صار النشاز يتعبد في محراب الجمال، إذ يموت ببطء من لا يسافر في روعة حروفها ويُعْدَم من لا يفقه في معناها ولا محالة ستنقرض سلالة من لا يترنم لهمسات سمفونياتها الزجلية التي تنساب منها موسيقى دهشة الحمولة الفكرية والكلمات المثقلة بالمعاني البليغة.
وبدون مجاملة أو محاباة فهي ملاذ الحروف العاشقة للبوح الراقي تشكل منها بساطا زاهيا وتعزفها سمفونية لحد الانتشاء، ودامت أستاذتنا الجليلة منارة لعاشقي الكلمة الموزونة وستظل في سماء التواجد شمسا وعشاق الحرف في مجراتها أقمارا تستمد منها نور الإبداع والبوح الأرقى، على أي تبقى زجالتنا الفذة عائشة عمار باقة ورد يانعة في مشاتل المعنى العريض وعنوانا لامعا غير قابل للاستغناء في مملكة القريض.

 

عن admin

شاهد أيضاً

كلمات ترحيبية للجنة المنظمة للملتقى الاول لمهن المصاعد بالمغرب

تحرير وتصور خسن بوسرحان كلمة ترحيبة للسيد محمد بطحة رئيس الجمعية الوطنية هدف للمهنيين والحرفيين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *