أخبار عاجلة

زمن التقلبات

اعداد حسن بوسرحان…..

بقلم الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي

في زمن التقلبات المتسارعة و المتصارعة ، قد يتغير الإنسان كثيرا عندما تتأذى روحه و يجرح قلبه ، لدرجة قد يختل معه التوازن الروحي ، و يفقد الامل في كل شئ حوله ، و قد يفقد ثقته بنفسه ، ثم يبعث الله له أحدهم من بعيد او قريب كي ينير في روحه ماكان مُظلماً ، و يشعل جذوة ما كاد ان يخبو في قلبه ، حتى إذا اشتعلت و انارت زاد بريق البهاء يتجلى على محيى ذلك الإنسان ، و قد أدرك قيمته و استعاد قوامه و وعى مقامه ، إذ لا يليقُ بهذا الإنسان من لا يعرفُ قيمته الإنسانية و لا يلهمه شرارة الإدراك الوجداني .
في زمن التقلبات المزاجية الهرجية ، لا يجب ان يتخلى المرء عن مكنونه القلبي تماماً ، و لا أن ينسلخ من كينوته الوجدانية ، فهي ما يشع فيه كالقمر عندما يكون وحيدا في خضم العوالم و هي التي تبعث بتلك المشاعر المقدسة و الجميله ، و عندها يجد القلب شغاف وجوده ، فتطيب أوجاعه و تشفى جروحه ، و عندها ينجمع كل شيء بمكانه داخل بوثقة القلب ، فيدرك انه مدين لروحه و لنفسه بكثير من الاعتذار ، كما يدرك أنه مهما كانت الظروف المحيطة به صعبة فإن الكفاية في كل شئ هو أن يعيش على الحب و الغرام في كل لحظه و في كل مكان ، لا حقد و لا غيض و لا كره كي تستمر الرحلة متوازنة في كل العوالم .
في زمن التقلبات المريجة الهريجة ، لا شيء يجعل الإنسان في حال أفضل مما هو عليه سوى الابتعاد و الرحيل ، نعم ، الابتعاد عن كل شيء يؤذيه و الرحيل عن كل شخص لا يستحق الانتظار او المرافقة ، ففي هذين القرارين نجاة و مناجاة ، نجاة من اليأس و القنوط و مناجاة التائب للمولى كي يرفع عنه الحجب ، فيرى بعين البصيرة ، و يزداد إيمانا بأن جميع الأمور السيئة التي قد حدثت ما حدثت إلا لحمايته من أمور أشد سوء منها ، و يزداد يقينا أن الله ما أخذ منه شيئا محبوبا له إلا ليعطيه الأفضل و الاحب إليه ، عندها سيشعر بتمام السعادة فيبحث عمن يتقاسمها معه بكل حب ، ثم يشعر بتمام الرضى و قد وجد السعادة في أبسط الاشياء و ادقها يقينا .
في زمن التقلبات العصيبة ، لا يجب على الإنسان أن يدع الاحباطات في الحياة تنال من مخططات نجاحه او تكسر مجاذف رحلته في الحياة ، و ليتذكر أن الله يمنحنا هذه العثرات ليختبر مدى صدقنا و مصداقيتنا في نيل وسام الرضى و الارتقاء لمقام القبول ، و ليعيش كل منا على أمل أن كل شيء جميل مهما اشتد سواده ، مادام لنا رب يقول :” كن فيكون ” ، و ليعي هذا الإنسان أن المواقف الصعبة و الأوقات العصيبة هي التي تبني الأشخاص الأقوياء ، و أن العظمة تكمن في كل لحظة قرر فيها عدم التخلي أو الاستسلام او الانحطاط ، عندها لن تغلبه الدنيا و قلبه اصبح معلقا بين اليقين و التسليم بالله و لامر الله تعالى ، و عندها سوف يكون أكثر واقعية من ذي قبل في كل شيء ، و سيحيى كل الحياة فخورا قويا لأجل غايته و حلمه ، فالحياة لا تقبل المنحطين و لا تكون كما يريد الانسان دائما او ان يسير على هواه ، و عندها سوف يدرك ان معالم السعادة على طريق الحياة قد تكمن في أشياء بسيطة لكنها تعطي للحياة حياة ، فترسل معاني الحياة في الروح ثم يتبعها القلب صادقا مصدقا عندما يأخذ العقل معه في هذه الرحلة الجميلة .

عن admin

شاهد أيضاً

كلمات ترحيبية للجنة المنظمة للملتقى الاول لمهن المصاعد بالمغرب

تحرير وتصور خسن بوسرحان كلمة ترحيبة للسيد محمد بطحة رئيس الجمعية الوطنية هدف للمهنيين والحرفيين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *