أخبار عاجلة

الشباب و الاستقلالية الذاتية

اعداد حسن بوسرحان

تحرير  الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي

 

إن الاستقلالية الذاتية التي نرى كل شخص يبحث عنها و بالخصوص عند الأطفال المراهقين و عند الشباب هي في الحقيقة بحث عن الهوية و الشخصية الذاتية ، فكل واحد من هؤلاء الشباب في تلك المرحلة يعيش تقلبات نفسية و فكرية و ذهنية و كذلك فيزيائية مما يجعله في بحث عن حقيقته و مكنونات شخصيته و التي تحتاج في تلك الفترة مصاحبة شاملة قصد تمكينه من استغلال الملكات الذاتية و القدرات البشرية التي خلقها الله في كل واحد منهم كي يحصل ذلك التميز في الخاصيات المتفردة عند كل واحد على حد سواء .
إن الحرية الذاتية و الاستقلالية المنشودة من طرف طرف هؤلاء الشباب هي مفتاح السعادة التي يمكن أن تختزل في الطمأنينة و الرضى عن النفس ، لكنها قد تكون هي حجر العثرة الذي قد يكسر بلورة تلك الشخصية أو قد يكون ذلك السجن المظلم إن فاق مفهوم الاستقلالية الذاتية إلى مستوى الأنانية و النرجسية المنحرفة لدرجة عدم القدرة على التحكم في الشخصية .
إذ إن الرقي بالنفس هو ذلك الإنفتاح على القلوب دون التعالي و دون الاستكبار ، بل الاستقلالية الذاتية هي ان نكون في رضى الله و الرضى عن النفس و في انسجام تام مع الكون كله .
إن الحرية الحقيقية بصفة عامة هي التي ترشدنا إلى نهج طريقة تعاملنا و تاثيرنا في الكون دون تفريط أو إفراط و نحن على يقين انه متى انسجمنا مع قوانين الله و تقدير استقلالية الآخرين و إحترام حرياتهم فنحن و الكون كله في سلم و سلام ، و كلما خرقنا تلك القوانين و الحريات فالكل قد يشتكي و يغيب ذلك السلم و الأمن .
إن الاستقلالية الذاتية هي أن نصاحب هؤلاء الشباب مصاحبة وجدانية و نواكب طموحاتهم بكل مصداقية و نوجه احلامهم توجيها إنسانيا حقيقيا و ننتظر عودتهم إلى الطريق السوي دون زيف أو زيغ باسم الحرية الفاسدة المفسدة التي قد تفسد السموات والأرض بما تفعل ايدي الناس تحت غطاء الاستقلالية الذاتية .
إن الاستقلالية الذاتية التي ننشدها في هذه الحياة هي أن تعيش هذه الأجيال الجديدة و الأجيال القادمة الطمأنينة التي عشناها في مراحل من حياتنا حيث الاعتماد على الذات و عمل الخير دون الركون الكلي و المطلق لخبث التكنولوجيا و مكائدها ، للإشارة فأنا لست ضد التكنولوجيا لكن الإفراط في الشئ يعطينا نتائج عكسية ، و الشئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ، و دون السماح للعبث بمشاعر و عقول هؤلاء الأجيال ، إذ إن الطمأنينة الروحية الروحية و الذهنية هي الضمان الحقيقي لحرية الفعل و القول التي يبحث عنها كل فرد و كل شاب .
إن البحث عن الهوية يلزمه مراجعة القيم و تحديد المسؤوليات و التصدي للتيارات الجارفة التي أصبحت تهدم فكر الشباب بحيث أصبحت حرياتهم و استقلاليتهم تختزل في الغناء المائع و عرض الاجسام على مواقع التواصل الاجتماعي أو التنكيل بالجسم بدعوى الحرية الجسدية أو كرة القدم و قد أصبحت كل هذه الأمور مصدر الارتياح المادي كما أصبح بيع اللحم البشري هو الغاية التي تبرر الوسيلة حتى و إن كانت مقيثة.

عن admin

شاهد أيضاً

مجادلة …بعد الرحيل

اعداد حسن بوسرحان.. بقلم اسية امتيري بعد الرحيل بعد الرحيل مجادلة بين أن أعال أم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *