أخبار عاجلة

العقلاء الاحرار

اعداد حسن بوسرحان

تحرير الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي

في هذه الحياة ، هناك فئات من الناس حسب تكوينها و تركيبتها الأساسية التي تؤثر في قناعاتها و قراراتها ، هذه الفئات تختلف من حيث الضوابط الأخلاقية و السلوكية و المراتب الاجتماعية ، غير أنها تتفاوت كذلك حسب الغايات و الأهداف الإنمائية في هذه الحياة ، فهناك كما ذكرنا سابقا :
* فئة الدهماء : و هي الفئة المستهدفة من قبل الٱخرين كي تشتغل بها و تستغلها لقضاء مآربها .
* فئة العقلاء : و هي الفئة التي تفيد و تستفيد من قواعد التطلعات الذاتية مع استثمار العقل في الاتجاه الصحيح انطلاقا مما تتعايش معه في هذه الحياة .
* فئة الوجهاء : و هي فئة تستثمر كل مشاركاتها ماديا كي تعيش على واجهة الحياة و هي فئة استهلاكية محضة ، دون التفكير في المستقبل أو المجتمع و تطلعاته ، فهي تنتج كي تستهلك وجاهتها ، و هي فئة مترفة قد تفسد و لا تصلح عندما تكون بيدها مفاتيح السلطة و التحكم .
* فئة الحكماء : فئة قليلة تحمل على هاتفها هم التوازن الكوني بحكمتها و علمها و توجهه نحو الأفضل و الأحسن كي تستمر عجلة الوجود في حالة استقرار صحيح من أجل تحقيق غاية الاستخلاف ، فهي فئة تستثمر العقل و القلب و الروح كي توازن سيرورة الحياة دون أن تحيد عن مسارها . و عليه لا ينبغي أن نسمح لأنفسنا بأن تكون تحت سيطرة الآخرين ، أو تكون قراراتنا مرهونة بالخوف منهم ، و من تسلط أحدهم ، أو تكون آراؤنا و عقلياتنا تابعة لغير قناعاتنا ، فتتحكم فينا الذهنيات الرعوية التي تستحب أن تكون قطيعا يقاد و لا يقود .
أن أكون مستقلاً مهما كلفني الأمر فهذا هو عين الصواب ، و أن أكون واعيا بواجبي و حقوقي فهذا عين العقل ، و ليس من الضرورة أن أكون من الحكماء لكن من المؤكد أنني يجب علي أن أكون من بين العقلاء ، فالعاقل الكيس من دان نفسه و عرف قدره و قدرته و سخرها للخير دائما ، و ليس علي أن أكون من الوجهاء كي أعيش على واجهة الحياة ، فمهما على شأن العبد ظل فقيرا ، فالغنى غنى الروح .
و لا ندع الأنانيات المستعلية تسير دواليب حياتنا ، أو العادات الجارفة تسوقنا نحو الدمار ، و ‏عندما نشعر اننا على وشك الإستسلام أو الإحباط ، علينا أن نتذكر أننا لم نخلق عبثا ، و أن لنا دورا مهما في سيرورة الوجود ، و رغم أن هناك الذين يتشوقون لرؤية سقوطنا و فشلنا كي نبقى تحت سيطرتهم و حكم أنانيتهم ، فهناك الأوفياء الذين قـد تڪون قلوبهم ساكنة لڪن لديهم ضمائر مطمئنة و نظيفة ، و لنكن على يقين أنه مهما كانت الشدائد فهناك النفحات و الألطاف المولوية التي تحملنا و تحمل عنا كل صعب او خطر ، فيُخفى الله عنا عواقب أقداره رحمة بنا و حكمة لنا كي ينزل منحه بعدما يختبر إيماننا بحلمه ، و لنعلم أن أبصرهم بحكمة الله هم الحكماء ، فهم أصبرهم على الشدائد و أبصرهم بالحقائق و انفعهم للخلائق .
و لأن حلاوة الحياة تتجلى في النهايات ، فهي تتحلى دائما بالصعوبات ، و تغلب عليها مرارة البدايات ، و لأن النصر يأتي مع الصبر و أن السعادة مع العطاء ، و أن الحياة حيوات فهي لا تكون مرة واحدة كما يعتقد البعض ، إنما هي مستمرة بعد المنية ، لذا لنفعل ما يجعل السعادة سعيدة بسعادتنا، و لنكن ممن يجعل التبسم عنوانا لنا على خير الجزاء الذي نلقاه ثم نلقيه على الآخرين ، و لتكن خطواتنا عبرة و ايامنا خبرة و مسيرنا تاريخ تصحح به ومعه خطوات الحياة ، لأن حال الدنيا هو أن نحيى لنتعلم و لنصنع تاريخ الانسانية التي كتبها الله تعالى لنا ، و لتكن كل الاهداف تصب في الغاية العليا ، و لندرك أن الوصول إلى أحد الأهداف هو نقطة البداية لأهدف أخرى .

عن admin

شاهد أيضاً

مجادلة …بعد الرحيل

اعداد حسن بوسرحان.. بقلم اسية امتيري بعد الرحيل بعد الرحيل مجادلة بين أن أعال أم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *